انه
_______
لو ان " قاضي الغرام حجوج زبد البحر الحدارابي " كان بين ظهرانينا الان لقلنا ان ولكن في" دلتا طوكر" على مقربة من نهر بركة حيث يمكن للمرأ ممارسة رياضة التأمل العميق . يحكى انه في آخر الزمان الذي سبق . يحكى ان " " فبعد ان انتحل " مختار نافع البصاولي " شخصية " هاشم مختار " محتار
خلاصة القول ما اكده انابة عن اعضاء المكتب التنفيذي لجمعية اللغة الأسبانية بالقضارف الاستاذ " أمازيج عبد اللطيف اللعبي " نقلا عن شهود عيان كانوا على وشك " " الذي خرج الى " فصيح الدين " ال . لقد تمكنت للدرجة التي لم يعد في الامكان وهو من امثال " تغريد العلي " و " " و " مستر علي " الذي بحي التضامن و " ش " و بالطبع لا ننسى تصريح رئيس الجمعية الاستاذة " اهاريج عبد اللطيف اللعبي "
عمر البدوي . عمر الفكي . عمر ادريس . عمر الخبير ... الخ عمر الشاعر هو الآخر " عمورة الكلداني "
" خميس الهويدان " لا ولو لكنه قد يذهب في تفسير رؤيا " ابن سيرين عبد الشافي الابهري " التي تركت للسيد " ابورعد القدوقدو " هامش من حين وقف في المنطقة و هو . لكن في شـأن القضارف المحروسة من اخبار و سير . " خميس الهويدان " لايزال يشدو حفيدة السيدة " خميسة عبد الجبار ابو جبل " السيدة الجليلة جدتي " سر الهوى ابو دحيل السرقسطي "
القطة تموت و تحيا ثم تموت و تبعث من موتها ثم تموت و تحيا وهكذا دوليك لسبعة مرات
اخر عناقيد كرمة اعتزر عن الادلاء متحفظا على ما قد يعتبر . آخر قطارات الليل لم رضوى الحاج الوراق هي كذلك اما شقيقتها الصغرى و التي يرجع اليها الفضل في تطبيع و رأب صدع بيت السيدة " روضة الحاج الوراق " بينما شقيقهما " الحاج وراق " يقول " المقداد "
_________
في الطابق الرابع من العمارة الزجاجية المطلة على فندق المريديان بالخرطوم، يجلس أولاد شبانة كأنهم آخر حرّاس الذاكرة التي الانجليز في قبل ، يخلطون البن المجلوب من تافراوت بالحليب المجفف القادم من مصر، وفي الزاوية البعيدة يكتب سامر المهدي المصري مراسلاته مع الجيزة المغربية التي تظهر وتختفي في الأطلسي مثل ظلّ من زجاج، يهمس بأنّ كل فنجان قهوة هنا هو نسخة ناقصة من قارة لم تولد بعد، وأنّ الخرطوم حين تغلي في المساء تشبه موج المحيط حين يتذكر لغاتٍ لم تترجم
تجلس الناقدة المغربية " ليلاس الطبرقي" وقد التفّ حولها النقاش كريحٍ من مسك، تتحدث عن اللغة ككائنٍ يتنفس في الماء، وعن الشعر كطريقٍ يعبر المحيط من ضفّة الفينيق إلى ضفة النيل، بينما ميمو القرطبي، زوجها، يدوّن كل شيء على ورقٍ مبللٍ بالعرق، يقول إنّ الجيزة لم تكن جزيرة بل كانت حنجرة عبد الحليم حافظ يوم غنّى للعابرين دون أن يعرف أنهم أولاد شبانة أنفسهم، مقيمون في خرطومٍ تُعيد نطق اسمها كلّ مرةٍ كأنها جملة ناقصة
في مقهى أولاد شبانة بالقاهرة، عند شارع طلعت حرب، تتسلل أصوات عبد الحليم كأنها أرواحٌ منسية، تختلط بنقاشٍ حول نسبه المزدوج: مصري في الجواز، مغربي في الذاكرة، سوداني في الطين، وبلجيكي في الموت، أحد الحاضرين يقسم أنه رأى قبرًا له في طنجة، وآخر في أم درمان، وثالث في بروكسل، بينما تضحك ليلاس وتقول إنّ الفنانين يولدون في أكثر من بلد لأنّ الجغرافيا لا تكفيهم
في الدار البيضاء، الطابق الرابع يشبه الطابق الرابع في الخرطوم، نفس المصعد الصدئ، نفس رائحة البن، نفس الزجاج المكسور من جهة الشمال، لكن الضوء هنا أزرق، والبحر قريب، وأولاد شبانة يتحدثون عن السودان كما لو كان حلمًا سرياليًا رسمه دالي بعد عودته من فاس، تتقاطع القصائد والجدالات مثل أمواجٍ من حروفٍ أمازيغية تتلوى على الطاولات كأفاعي من ذهب
في مسقط، فرع الصالون تحوّل إلى مرآةٍ للنسخ السابقة، يجلس سامر المهدي أمام لوحةٍ تجريدية رسمها ميمو القرطبي تمثل وجه عبد الحليم نصفه في الخرطوم ونصفه في المحيط، يقول سامر: «لو غنّى الآن لذاب في الموج»، ترد ليلاس: «الجيزة ليست جزيرة، إنها حنجرة جماعية، فيها يصعد البحر ليتعلم الكلام». يضحك الجميع كمن سمع نكتة من زمنٍ آخر
في الدوحة، عند رأس أبي عبود، حيث المحيط غامض كأصل النسب، يدير سامر المقهى وكأنه معبدٌ للمرايا، يضع صور عبد الحليم على الجدران، يغيّر الأضواء كل ساعةٍ لتطابق المزاج المغربي أو النوبي أو القاهري، وفي الزوايا يجلس النقاد يفسرون نسب أولاد شبانة كما لو كانوا فصولًا من كتاب كيمياء قديم، يقول أحدهم إنّ الفن هو أكثر ما يفضح الجينات
في الأمسية السابعة، يعلن ميمو القرطبي أنّ الجيزة أرسلت رسالة، ورقها من ملح، حبرها من شمس، تقول الرسالة إنّ كل فنانٍ يموت يُدفن هناك مؤقتًا قبل أن يوزَّع رماده على البلدان التي أحبها، فيصفق الجميع كأنهم شهدوا معجزة، ثم يصمتون حين يسمعون في المذياع صدفةً أغنية قديمة لعبد الحليم: “جانا الهوا”
في القاهرة الثانية، تلك التي تحت البحر، يسرد أحد الشعراء أنّ الجيزة ليست مكانًا، بل نَسَبٌ يتجدد بين المغاربة والمصريين والسودانيين حين يجلسون في مقهى ويختلفون حول أغنية، وأنّ كل مقهى على وجه الأرض يحمل نسخةً من مقهى أولاد شبانة الأصلي، الذي لم يُبنَ بعد
في الخرطوم، ليلة الفيض العظيم، تتحوّل الجدران إلى مرايا عاكسة، تُرى فيها الوجوه نفسها من زوايا مختلفة، ليلاس تتحدث عن النقد الموسيفي، وهو مصطلح اخترعته لتفسير كيف يمكن للغناء أن ينتج نظرية في الجمال، بينما سامر يسكب القهوة ويقول: “كل ما نكتبه هنا سيصل غدًا إلى الجيزة على هيئة موج”
في الدار البيضاء مرةً أخرى، يدخل رجلٌ بملامح عبد الحليم، يجلس دون أن يطلب شيئًا، ينظر إلى الجميع ويبتسم، ثم يغادر، فيجد ميمو على الطاولة منديلًا كتب عليه بخطٍ مائل: “لقد غنّيتُ من أجل أن أجدكم”، فتقول ليلاس: “حتى الموتى يحتاجون إلى جمهورٍ يتذكرهم”
في فرع المقهى بالقاهرة الثالثة، المطلة على السماء هذه المرة، يتحول السقف إلى شاشةٍ تُعرض عليها صور الجيزة من الفضاء، جزيرة تشبه قلبًا أزرقًا ينبض كل سبع سنوات، يقول سامر: “هكذا تبدو ذاكرتنا من الأعلى”، ويرد ميمو: “كلنا أبناء ماءٍ واحد، فقط اختلفت الأواني”
في مسقط، يجلس شاعرٌ عماني يرتدي عمامةً بيضاء ويقرأ نصًا عن الجيزة كأنها الفردوس الذي لم يُخلق بعد، بينما ليلاس تصحّح له نطق بعض الكلمات الأمازيغية، يقول: “أنتم تتحدثون لغةً من نجمٍ آخر”، فتضحك وتقول: “بل من بحرٍ آخر”
في الخرطوم مجددًا، يغيب الضوء فجأة، وتبقى الوجوه مضاءةً من الداخل، كأنها شموع، يقول سامر: “الجيزة الآن تمرّ فوق المدينة”، فيهرع الجميع إلى الشرفة المطلة على النيل، يرون في السماء ظلاً من ضوءٍ أزرق يتحرك ببطء، ثم يختفي، فيعودون إلى الطاولات متعبين كأنهم حلموا جماعيًا
وفي الليلة الأخيرة، حين تغلق فروع أولاد شبانة كلها في وقتٍ واحد، تُسمع من بعيد أغنية غير معروفة، صوت عبد الحليم يغني بلغةٍ لا أحد يفهمها، ربما هي اللسان النوري نفسه، وربما صدى الجيزة وهي تحاول أن تتذكرنا، فتذوب الأكواب، وتختلط البحار، وتصبح القاهرة والدار البيضاء والخرطوم والدوحة ومَسقط وجهًا واحدًا في مرآةٍ واحدة

تعليقات
إرسال تعليق